في إطار ترأس تونس لأشغال الدورة 17 لمؤتمر الدول الأطراف في إتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (نيويورك، 11-13 جوان 2024)، تولى اليوم الثلاثاء 11 جوان 2024 وزير الشؤون الاجتماعية كمال المدوري إلقاء بيان تونس في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر وذلك من خلال “فيديو مسجل” تم بثّه عبر تقنية الـ .visioconférence
وخصّصت الجلسة للمناقشة العامة حول موضوع الدورة وهو “إعادة التفكير في مفاهيم إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في ظل الوضع العالمي الراهن وفي أفق قمة المستقبل”.
وبيّن وزير الشؤون الاجتماعية أن هذه الدورة تشكّل مناسبة متجدّدة للوقوف على ما تمّ إنجازه تنفيذا لأحكام الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وفرصة لإعادة التّفكير في مفاهيم سياسات وآليات وبرامج جديدة للإدماج ومقاومة مخاطر الإقصاء والتهميش في ظل الوضع العالمي الرّاهن وفي أفق “قمّة المستقبل”.
وأكد السّيد كمال المدوري أن الفصل الرابع والخمسون من دستور الجمهورية التونسية اقتضى أن “الدّولة تحمي الأشخاص ذوي الإعاقة من كلّ تمييز وتتخذ كلّ التّدابير الرامية إلى مقاومة كل أشكال الاقصاء”، مشيرا إلى أنه في سياق دعم الحقوق المدنية والسياسية وتعزيز فرص مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في الحياة العامة تمّ تمكينهم من تمثيلية ضمن المجالس المحليّة المكوّنة للمجلس الوطني للجهات والأقاليم.
ومواكبة للتّحوّلات العالمية وانسجاما مع استحقاقات “قمة المستقبل”، أكد الوزير دعوة تونس المجتمع الدّولي إلى مزيد الالتزام بالواجبات المحمولة عليه في هذا السياق وعلى مزيد الإعمال الفعلي لحقوق هذه الفئة، إضافة إلى أهمية المواءمة بين السياسات العمومية واتفاقية الأشخاص ذوي الإعاقة عبر الخطط والبرامج والآليات ذات الأبعاد الوقائية والرعائية والادماجية، واستغلال مزايا الثورة الرقمية وتشريك القطاع الخاص بمختلف مكوّناته في تحمّل المسؤولية المجتمعيّة التضامنيّة للنّهوض بأوضاع الأشخاص ذوي الإعاقة.
كما جدّد السّيد كمال المدوري وزير الشؤون الاجتماعية دعوة تونس المجتمع الدّولي إلى توفير الحماية والرّعاية اللاّزمتين للأشخاص ذوي الإعاقة في غزّة إزاء القصف والحصار الذي تقوم به سلطات الاحتلال وصعوبة الفرار من الهجمات إضافة إلى نقص في الدّواء والماء والكهرباء ونقص خدمات الصرف الصحي وغيرها.
وفي ذات السياق بيّن الوزير أن الوضع العالمي الرّاهن الذي ينطوي على تحدّيات اجتماعيّة واقتصادية وجيوسياسيّة ومناخيّة تؤثّر على واقع ورفاهيّة الأشخاص ذوي الإعاقة يحتّم على المجموعة الدولية إعادة التفكير في صيغ إدماجهم وفق مقاربة جديدة تقوم على تحديث المفاهيم بما يتلاءم مع جميع أشكال ومجالات التهديد وتكييف مجموعة من الأدوات والآليات لإدارة الكوارث والأزمات من خلال وضع خطط تدخّل تأخذ بعين الاعتبار خصوصيّة الأشخاص ذوي الإعاقة.
كما شاركت السّيدة خديجة الجلولي، صاحبة إعاقة عضوية وباعثة مشروع صناعة سيارة كهربائية مخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة “HawKar” بالمركز الدولي للنهوض بالأشخاص ذوي الإعاقة حضوريا لتمثيل الشباب في المؤتمر وقدمت مداخلة في الجلسة الافتتاحية.
• حاتم بوكسرة